المدن الذكية وشبكات 5G

المدن الذكية وشبكات 5G

أصبحت شبكات 5G واقع بعد سنوات من الترقب تعِد بعصر جديد من الاتصالات فهناك فرق كبير بين شبكة 4G و5G
من حيث الترقيات الهائلة في السرعة والكمون مما يتيح لك تنزيل فيلم بتقنية HD في بضع ثوان بالإضافة إلى الاستمتاع بالبث المباشر
والألعاب على الهاتف الذكي ولكن شبكة 5G لن تقتصر على الهواتف الذكية بل أنها تعِد بثورة في عالم IOT “إنترنت الأشياء ”
الذي يشمل مليارات الأجهزة المتصلة بالإنترنت والموجودة حولنا في المكاتب والمنازل والمدن ،

فلك أن تتخيل مدينة كاملة بما فيها يتفاعل مع العالم حولها فتؤخذ المعلومات من الناس الذين يعيشون فيها وتعالج البيانات
من أجهزة الاستشعار المنتشرة على الطرق والمباني والمركبات وغيرها بهدف تحسين نوعية الحياة للناس الذين يعيشون فيها ،
وتستعد شبكات 5G لتمكين جيل جديد من المنصات والخدمات التي يمكنها أن تأخذ المدن الذكية من عالم الخيال العلمي إلى الحقيقة العلمية .

ففي عصر 5G سوف نشهد نقلة نوعية في قطاع النقل إذ أنه بالإمكان التواصل بين المركبات على الطرقات والناس في المدن الذكية
فقد بدأت مدن مثل : سنغافورة ودبي وأوستن الأمريكية في نشر شبكة مترابطة من أجهزة الإستشعار التي تجمع المعلومات
لتحسين قطاع النقل فغالبا ما يكون التنقل أحد أكثر أجزاء الحياة اليومية إثارة للقلق مما يسبب الملل والإحباط
بالإضافة إلى ساعات العمل المفقودة بسبب التأخير كما أن الوقت الذي تعمل فيه المركبات دون أن تتحرك خبر ليس سار للبيئة .

فالبيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار التي تنتشر على الطرق تمكن المدن الذكية من تحديد أماكن حدوث الاختناق المروري
كما أنه بإمكانها تعديل إشارات المرور للسماح بمرور المزيد من المركبات لكل قسم كما يمكنها فتح ممرات إضافية للطرق السريعة
أو طرق الدراجات النارية في وقت الزحام .كما يمكن لخدمات الطوارئ تحديد المسار الدقيق للوصول إلى الحادث
وكذلك تحديد موقع المستشفى والطريق إليه مما ينقذ الأرواح .

وبفضل القفزات الضخمة في مجال المركبات الذاتية القيادة أصبحت وسائل النقل العام أكثر ذكاء إذ أصبح بإمكان العديد من المدن
تزويد المسافرين بتحديثات الشبكة في الوقت الفعلي وكذلك تنبيهات خاصة بالأماكن الأكثر ازدحاما في القطارات
أو أماكن استئجار الدراجات ويمكن تحليل طرق المواصلات  العامة لمعرفة أين توجد حالة الذروة وعكسها للاستخدام
مع إمكانية التبديل إلى الطرق الأقل استخدام أو عرض طرق جديدة وكل هذا من أجل مساعدة المدن الذكية على السير بسلاسة
والتأكد من أن العمال يصلون إلى أعمالهم في الوقت المحدد ومحاولة تقليل التأثير البيئي من وسائل النقل .

وهناك مجال آخر في المدن الذكية ستحقق فيه تقدم بفضل شبكة 5G وهي الطاقة والمرافق فكلنا يعلم أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر صداقة مع البيئة
وأنه بإمكان المدن الذكية استخدام البيانات التي جُمعت عن عادات المشاة والمركبات جعل الأضواء خافتة أو إطفاؤها
في المناطق التي فيها حركة مرور أقل أو بالإمكان تشغيلها في حين تواجد شخص يمشي بالقرب منها
كما يمكن استخدام نفس التقنية مع الدرج المتحرك والباب الدوار في مباني المكاتب مما يساعد على تقليل استخدام الطاقة ،
كما يمكن للمباني التجارية ومراكز التسوق الإستفادة من تقنية الإضاءة عند الحاجة للتقليل من هدر الكهرباء
كما يمكن تمكين سياسة الطاقة الذكية التي تتوقف عن التدفئة أو تكييف المكان إذا لم يوجد به أحد مما يوفر المال ويحافظ على الكوكب .

أما بالنسبة للاتصال فغالبا ما تعاني شبكة 4G من عبء الاتصال الجماعي في منطقة صغيرة
وهي مشكلة يعاني منها أي شخص يحاول نشر تحديث مواقع التواصل الإجتماعي من مكان مزدحم مثل :
الحفلات الموسيقية أو الملاعب لكن بوجود شبكة 5G التي تعزز شبكة الهواتف الصغيرة إلى حد كبير
مما يسمح باتصال أكثر ذكاء وقوة ، كما أن عملية نقل البيانات أصبحت أكثر سلاسة وسهولة
ليس فقط من أجل التحليلات في الوقت الفعلي للحكومات والهيئات بل أيضا لحالات بسيطة مثل تتبع مكان الحافلة التالية بدقة .

لا مجال للشك في أن الفوائد التي تعدنا بها المدن الذكية مثيرة فهي تقدم كل شيء بسلاسة ابتداء من النقل
ثم خفض فواتير الطاقة المنزلية وأيضا شبكة اتصال قوية وسريعة في نقل البيانات إلا أن هذه التقنية
لا تزال في المرحلة المبكرة فإن انتشار 5G في أنحاء العالم سيزيد من قدرتنا على التواصل
كما أن المميزات التي ستوفرها المدن الذكية في المستقبل لا حصر لها .

ولكن كيف سيعمل اتصال 5G كل هذا؟

ببساطة إن القدرة على الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار الموجودة في المدن الذكية
تتصلب قدر هائل من الاتصال بالشبكات  ويمكن لشبكات 5G توفير القدرة على توصيل عدد أكثر من ذي قبل من الأجهزة
مما يعني أنها الأساس لشبكات الخلايا الصغيرة في البنية التحتية اللاسلكية الشديدة الترابط في المدن الذكية .