الإنستغرام بين ضعف نسبة المشاهدة وكثرة المؤثرين

الإنستغرام بين ضعف نسبة المشاهدة وكثرة المؤثرين

تمر شبكة الانستغرام بتغيرات كثيرة على مدار عمرها سواء بعد أن استحوذت عليها فيسبوك مقابل مليار دولار أو قبلها . لكن من الصعب تحديد سبب تغير الانستغرام حاليا عن وضعه الأول هل المستخدمين هم من تغيروا أم الانستغرام نفسه تغير ؟

جيل الألفية هم من أعطى الانستغرام هذه القيمة لكن الجيل يتجه نحو مرحلة منتصف العمر بسرعة البرق لدرجة أن رفع صورة قد تحتاج وقت وجهد هم لا يملكونه أو يشعرون بالإحراج من ذلك . وهذا ما نتج عنه ملاحظة المستخدمين  انخفاض كبير في عدد منشورات أصدقائهم في مقابل زيادة منشورات العلامات التجارية المؤثرين وغيرهم .

وكانت جائحة كورونا من أهم الأسباب التي منعت من نشر الصور والفيديوهات التي كانت تنشر سابقا بهدف التفاخر والاستعراض فقد حالت الجائحة بين المستخدمين وبين التواجد في المطاعم والحفلات وغيرها والتي تعد أرض خصبة للصور المميزة لنشرها على الإنستغرام .

فقد كتب ماكس ريد رئيس التحرير السابق في موقع Gawker أنه قد ترك الإنستغرام في بداية عام 2020 م بعد أن أصبح التطبيق ممل خصوصا في ظل الحجر المنزلي وبشكل عام هذه الحالة العامة التي بدأ المستخدمين بالشعور بها وهي أن التطبيق صار ممل .

وظهر هذا الشعور العام على الفترة الزمنية التي يقضيها المستخدمون على الشبكة  فعلى سبيل المثال في المملكة المتحدة يتم استخدام التطبيق لعشر دقائق ونصف يوميا لمستخدمين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة وذلك طبقا لإحصاءات شهر سبتمبر من العام الماضي وهذه المدة كانت تصل في السابق إلى ربع ساعة  يوميا وتحديدا في عام 2019 م .

وعلى العكس بالنسبة للتطبيقات الأخرى فالإنخفاض الذي يعاني منه الإنستغرام ارتفع إلى أكثر من نصف ساعة على تطبيقات أخرى مثل التيك توك وأكثر من ساعة على اليوتيوب  ويظهر هذا كله حسب تقريرعن Ofcom  ونقلته منصة Financial Times .

وتأسس الإنستغرام في البداية على يد Mike Krieger و Kevin Systrom لم يكن يعتمد على مشاركة الصور بل كان في ميزة أساسية وهي إمكانية وضع الفلاتر المحسنة في ثواني بشكل لحظي ليصبح كل مستخدم يملك جوال قادر على نشر صورة جميلة خصوصا أنه في عام 2010 م لم يكن تعديل الصورة بهذه السهولة مثل الآن .

وبمرور الوقت بدأ الإنستغرام في اكتساب مستخدمين ليصل إلى أكثر من مليار مستخدم نشط في 2018 م . لكن الهدف الأصلي من الإنستغرام في إمكانية نشر صورة جميلة قد تلوث وأصبح أكثر خطورة لأن التطبيق قد ساهم بشكل كبير في تصدير المشاعر السلبية أكثر من كونها وسيلة تواصل كما أصبح التطبيق يعتمد على جذب الاهتمام أكثر من مشاركة الصورة فقط ، ومع الوقت أصبح الأمر مرضي بشكل كبير حيث أن المستخدمين أصبحوا يبالغون في محاولات الظهور بشكل جميل وهذا الأمر قاد إلى نمو في عمليات التجميل بشكل كبير وأدى في نهاية المطاف إلى ظهور مفهوم Instagram Face .

وعندما دُمرت الفكرة الرئيسية للانستقرام في عام 2018 م قام المؤسسين بمغادرة الشركة بشكل كامل وبعدها بدأت فيسبوك بإضافة المميزات والخصائص لهذا التطبيق وأصبح بالإمكان عرض روابط التسوق وخصائص إضافية للفيديو هدفها تحقيق الربح ليس أكثر .

وبقي التطبيق يصدر شعور سيء للمستخدمين وهو أن مستخدمي التطبيق ينعمون بحياة أفضل ويقضون وقت أفضل . وبقي الوضع على ماهو عليه أشخاص يظهرون بشكل جميل ومؤثرين كثيرين ، ومنشورات أقل من الأشخاص والأصدقاء الذين نهتم لهم وكثير من الإعلانات ومحاولات للبيع .