
للقراءة أهمية كبيرة في حياة البشر، فهي تنمي العقل وتساعد على تعلُم الخبرات، وتزيد من وعي الشعوب، وتعزِز مهارات الأطفال اللغوية والفكرية. والقراءة هي عملية تحويل الرموز المكتوبة إلى نصوصٍ مفهومة وأفكار محفزة للعقل البشري، والمفهوم الحديث للقراءة يتضمن تفاعل القارئ مع المكتوب، بمعنى شعور القارئ ببعض المشاعر في أثناء القراءة، سواء كانت مشاعر حزن أو فرح أو إعجاب أو كُره أو اشتياق أو أيًّا من المشاعر الأخرى، وكذلك عنصر استفادة القارئ بما قرأه، فإن لم يتفاعل القارئ ولم يستفِد من قراءته فهو لم يقرأ، وفي هذا المقال نشرح مهارات القراءة الحديثة ومُستويات القراءة وأهميتها وفقًا للمفاهيم الجديدة.
المفهوم الحديث للقراءة يختلف عن سواه القديم في كونها ليست مجرد هوايةٍ مفيدة، بل هي احتياج فعلي وحقيقي للإنسان مثل احتياجه إلى الطعام أو الماء، ولكن أهميتها الفعلية في كل حياة كل إنسان تتوقف على مدى حُيِه هو للقراءة، وقد وضع هرم للاحتياجات الإنسانية التي يمكن تحقيقها بالقراءة، ولكلِّ إنسانٍ أن يحدد المستوى الذي يقف عنده في هذا الهرم، ومعرفة الأولوية الحقيقة للقراءة في حياته. على رأس الهرم، يقع مستوى تحقيق الذات؛ فبعض الأشخاص يستخدمون القراءة للتعلُّم، كذلك كأسلوبٍ للوصول إلى الوظيفة التي يحلمون بها، بعد ذلك يأتي مستوى التقدير؛ فالبعض يستخدم القراءة لمعرفة المعلومات واكتساب الخبرات، ومن ثم يحصل على تقدير مجتمعه، والمستوى التالي هو مستوى الحب والأمان، وهم الأشخاص العاطفيون الذين يجعلون من القراءة حاجةً عاطفية، ثم مستوى الأمان، لأنَّ القراءة بالنسبة إلى بعض الأشخاص تُعدُّ وسيلةً للشعور بالأمان؛ فالمعرفة تنجي من مشكلات الحياة، والمستوى الأخير هو الاحتياجات العضوية، فيُصبح شغف القراءة مثل الطعام أو النوم بالنسبة إلى بعض الأشخاص، ولا يتمكَنون من البعد عنها. أنواع القراءة في الحقيقة، قد لا يستفيد القارئ من مستويات القراءة لأنه لا يتتبَّع المستوى الذي يوجد فيه خلال القراءة، وتمتزج عنده المهارات فلا ينتقل من مستوًى إلى آخر برغبةٍ منه في ذلك، ولكن مستويات القراءة لها أهمية أخرى: تساعد المعلم أو الأب في تحديد أهداف القراءة للأطفال لتحسين مهاراتهم. تساعد القارئ على تحسين قدراته في فهم المقروء، وتحدي نفسه في المهارات أو الخبرات التي لا يمتلكها. صياغة الأسئلة السليمة التي تساعد في تحديد الهدف المُستفاد أو النتيجة المتحققة من القراءة
القراءة التحليلية والقراءة الناقدة ..