الحياة البحرية وارتفاع درجة حرارة الأرض

تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟

يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض.

انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!

يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير “عميق” على النظم البيئية للمحيطات ” قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض.

الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت

ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية

مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة “انقراض جماعي” للكائنات البحرية.

انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!

تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم “الموت الكبير”، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.

مستويات انقراض كارثية متوقعة

يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.

ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا

يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

شارك الموضوع مع أصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

منوعات

أسرار أعماق البحار

1- الشمس تكسب المحيطات لونها الأزرق: هل تسائلت مسبقاً لماذا لا تمتلك مياه الشرب اللون الأزرق المذهل المميز للبحار والمحيطات؟ ببساطة، تصدر الشمس موجات ضوئية مكونة من سبعة أطياف، لكل طيف من هذه الأطياف لون وطول موجي مميز، تستطيع البحار والمحيطات امتصاص الأطوال الموجية الحمراء والبرتقالية القادمة من الشمس، بينما تعكس الأطوال الموجية الزرقاء ما […]

شارك الموضوع مع أصدقائك
اقرأ المزيد
منوعات

ذهب أخضر في الصحراء !

هوهوبا هو اسم نبتة صحراوية تحظى اليوم باهتمام متعاظم بفعل ما تكشفت عنه الدراسات التي أجريت على زراعتها والزيت المستخلص من بذورها. وتشمل دائرة القطاعات المهتمة بها وباستزراعها الصناعة والصيدلة والتغذية والبيئة. ولأن لائحة الفوائد المرجوة منها طويلة جداً، خرجت هذه النبتة من موطنها الأصلي في صحراء أمريكا الشمالية ليبدأ استزراعها في صحارى عديدة من […]

شارك الموضوع مع أصدقائك
اقرأ المزيد
منوعات

5 من أجمل وأقدم القلعات في العالم

هوارد، يوركشاير : تقع قلعة هوارد في يوركشاير فى انجلترا ، وهى تبعد حوالي 15 ميلا شمال يورك ، القلعة كانت منزل لأسرة هوارد لحوالي 300 سنة، وهى من المواقع التاريخية المميزة المحاطة بالحدائق الخضراء لذلك تعتبر من بين اجمل القلاع في العالم . قلعة هوهنتشوانغاو، ألمانيا : فهى قلعة من القرن التاسع عشر تقع […]

شارك الموضوع مع أصدقائك
اقرأ المزيد
arArabic
موقع خبر